نتائج فتح القسطنطينية

زوارنا الكرام اهلا ومرحبا بكم نقدم لكم على موقعنا سطور دوت نت

نتائج فتح القسطنطينية

فى هذا الموضوع نستعرض معكم زوارنا حدث فتح العثمانيين للقسطنطينية في 29 ايار (مايو) 1453 واثاره ونتائجه حيث احدث هذا الفتح دوياً كبيراً في عالم العصور الوسطى. فقد جاء إيذاناً بما يمكن تسميته – تجاوزاً – نشوء نظام عالمى جديد، بعدما نجح العثمانيون في القضاء تماماً على بيزنطة إحدى أهم القوى المؤثرة في العصور الوسطى لأكثر من احد عشر قرناً

نتائج فتح القسطنطينية اسبابه ونتائجه

صورة ذات صلة

نتائج فتح القسطنطينية

ونتيجة لفتح القسطنطينية فقد تمكن العثمانيون من السيطرة على ضفتي مضيق البوسفور، والربط بين الأراضي العثمانية في آسيا الصغرى والقارة الأوروبية. وهو ما أدى إلى تحسين وضعهم الجيوبوليتيكي بشكل واضح، و سيطرتهم الكاملة على طرق التجارة بالبحر الأسود. وأدى ذلك إلى تنامى القوة البحرية العثمانية. حيث بدأ الاهتمام ببناء الأساطيل لمساعدة القوات البرية في مرحلة الفتوحات الجديدة، بخاصة بعد أن لوحظ عدم كفاءة الأسطول العثماني إبان المعارك البحرية مع الأسطول البيزنطي قبيل فتح القسطنطينية.

بدأ العثمانيون في تدشين مرحلة جديدة، والتحول من مرحلة الدولة إلى مرحلة الإمبراطورية، بعد أن أصبحت ممتلكاتهم تحتل رقعة واسعة، وبعد أن اتخذ السلطان محمد الفاتح من القسطنطينية عاصمة جديدة له.

وعلى صعيد العالم الإسلامي عمت مشاعر الفرح نتيجة نجاح العثمانيين المسلمين في فتح القسطنطينية. وعلى رغم حالة التوجس التي اكتنفت العلاقات العثمانية – المملوكية، فقد أعلن المماليك ابتهاجهم بهذا الحدث، الذى عدّوه علامة على انتصار الدين الإسلامي نفسه.

استكمال شرح نتائج فتح القسطنطينية :

وأرسل السلطان محمد الفاتح رسولاً للسلطان المملوكي الأشرف إينال في تشرين الأول (أكتوبر) 1453، يهنئه فيها بجلوسه على دست الحكم في القاهرة، ويخبره بنجاحه في فتح القسطنطينية، ويهديه أسيرين من كبار المسؤولين البيزنطيين بالقسطنطينية.

وتعبيراً عن فرح العالم الإسلامي بهذا الحدث الجلل، أمر السلطان إينال بتزيين شوارع القاهرة والحوانيت والأسواق لأيام عدة. كما قام بالرد على رسالة السلطان بإرسال مبعوث لتهنئة الفاتح بانتصاره «… هذا النصر الذى منّ الله تعالى به على المسلمين».

كان من الطبيعي أن تكون العلاقة الطيبة والودية موجودة بين محمد الفاتح، والأشرف إينال، لأنه لم يكن قد ظهرت في الأفق بعد نذر احتمالات الصدام العثماني- المملوكي. ولهذا فقد نظر المماليك إلى انتصارات الفاتح على القوى المسيحية الأوروبية بعين الارتياح، ظناً منهم أن ذلك قد يحول نظر العثمانيين بعيداً من حدود دولتهم.

كما أرسل العديد من الحكام المسلمين، كالبهمني سلطان الهند الجنوبية وآخرون سفراء إلى القسطنطينية لتهنئة السلطان محمد الفاتح بنصره.

أما الآثـار النـاجمة عـن فـتـح العثمانيين للقسطنطينية على صعيـد الغرب المسيحي فيمكن رصدها عبر محــاور عـدّة تتجلى في صدى سقوط القسطنطينية على البابوية الكاثوليكية والغرب الأوروبي، وعلى النشاط التجاري للأساطيل الأوروبية، وعلى موقف المسيحية الأورثوذكسية.

دعا البابا نيقولا الخامس في ايلول (سبتمبر) 1453 إلى ضرورة قيام حملة صليبية جديدة لاستعادة مدينة القسطنطينية من قبضة الأتراك العثمانيين. ونظراً لعدم تحمس الدول الأوروبية لهذه الفكرة، والخوف من استثارة عداء العثمانيين من جديد، فلم تخرج هذه الدعوة إلى التنفيذ بشكل جدي.

ثم تولى البابا كالستوس الثالث زمام الإدارة البابوية، وأعاد فرض ضريبة العشر من أجل تمويل أسطول بحرى لاستعادة مدينة القسطنطينية. لكن ذلك الأسطول لم ينجح سوى في الحصول على بعض الجزر في بحر إيجه التي سرعان ما استردها العثمانيون.

واهتزت أوروبا المسيحية بعد سقوط القسطنطينية في أيدى العثمانيين، لأنها ظلت لأكثر من إحدى عشر قرناً تعتبرها الدرع الواقية، أو الحصن الشرقي المنيع الذى قام بحماية القارة الأوروبية من أخطار الغزاة الآسيويين في العصور الوسطى. فضلاً عن كونها حامية المسيحية الأوروبية الأرثوذكسية.

بعد نجاح العسكرية العثمانية في اجتياح القسطنطينية الحصينة 1453، بدأت الجيوش الأوروبية تدرك التكتيكات الجديدة في فن الحصار، ما أدى بها إلى دراسة فنون الحرب العثمانية، وكيفية محاصرة واقتحام المدن، وأدى إعجابهم بالجنود الانكشارية إلى محاولة تكوين فرق عسكرية مشابهة. كما وجهت الجيوش الأوروبية أيضاً اهتمامها نحو ضرورة الاستفادة من الدرس العثماني وتطوير المدافع لدورها الحاسم في الحروب.

ولا يمكننا أن نغفل الأثر الإيجابي الذى أحدثه سقوط القسطنطينية في الفكر الغربي في نهايات العصور الوسطى وبدايات العصر الحديث. لأن التهديد المستمر من قبل العثمانيين للقسطنطينية، ثم النجاح في اقتحامها في النهاية، دفع بالكثير من رجال الفكر والعلم والثقافة في جامعة القسطنطينية إلى الهرب باتجاه ايطاليا.

وحمل هؤلاء الأدباء والعلماء والفلاسفة معهم ذخائر الكتب، ومفاتيح العلم اليوناني، الأمر الذي ساهم في إثراء الفكر الغربي، وزاد من نزعة التنوير فيه، وساعد في إعادة ربطه بروافد الحضارة اليونانية القديمة. وأدى ذلك في النهاية لأن تتبوأ ايطاليا مكانتها كوريثة للثقافة البيزنطية والفكر اليوناني، وكذلك إلى بزوغ فجر النهضة الأوروبية الحديثة.

أما عن الآثار الاقتصادية المباشرة للفتح العثماني للقسطنطينية في النشاط الاقتصادي والتنافس التجاري، فقد سعت الجمهوريات التجارية الإيطالية إلى كسب ود السلطان العثماني، والحصول على امتيازات تجارية في العاصمة العثمانية الجديدة.

نتائج فتح القسطنطينية

وبعيد الفتح مباشرة، نجح تجار مدينة جنوا في الحصول على اتفاقية تجارية مهمة من السلطان محمد الفاتح في حزيران (يونيو) 1453، منحهم فيها امتيازاتهم السابقة في غلاطه. كما نجحت البندقية في نيسان (أبريل) 1454 في الحصول على اتفاقية مشابهة من السلطان الفاتح. وأدركت جمهورية فلورنسا أنه لابد لها من الحصول على موطىء قدم في العاصمة العثمانية الجديدة، فتحينت الفرصة لإقامة علاقات تجارية قوية مع العثمانيين وأرسلت أسطولاً تجارياً إلى القسطنطينية، كما استقبلت سفارة عثمانية بهدف إقامة علاقات ودية.

وأدى سقوط القسطنطينية في قبضة الأتراك العثمانيين إلى زيادة الأساطيل البحرية العثمانية في مياه البحر المتوسط، الأمر الذى أثار خشية دول غرب أوروبا، بخاصة البرتغال وإسبانيا على سفنها وتجارتها. وهو ما دفعها إلى محاولة البحث بشكل جدي عن طرق بحرية وملاحية جديدة، دون المرور بالمياه التي تخضع للسيادة الإسلامية. وبدأت آنذاك حـركة الكـشوف الجغـرافيـة الأوروبيـة، عبر المرور خلف أفريقـيـــا الغربية والجنوبية.

كما هدف السلطان الفاتح إلى استقرار السكان البيزنطيين في المدينة، ووافق على أن يظل السكان تحت رعاية مذهبهم الأرثوذكسي، فأمر بالإفراج عن البطريرك البيزنطي لكنيسة القسطنطينية الأرثوذكسية، وأعاد تنصيبه تحت اسم جيناديوس Ginnadius في العام 1454.

نتيجة بحث الصور عن نتائج فتح القسطنطينية

ولا شك في أن ما قام به محمد الفاتح، قد أكّد تكريس مبدأ الانفصال التام بين كنيسة القسطنطينية، وكنيسة روما إلى الأبد، بل أنه جعل السكان الأرثوذكس ينظرون إليه باعتباره حامي الأرثوذكسية الشرقية، بعد أن تمتعوا بحرية العبادة وفق مذهبهم ودون خوف من هاجس الاتحاد الكنسي. وفي ما بعد آلت الأرثوذكسية إلى كنيسة موسكو في روسيا. حيث رفضت الكنيسة الروسية فكرة وحدة الكنائس وقرارات مجمع فلورنسا 1439.

رويداً رويداً بدأ السكان الأرثوذكس البيزنطيون في التحول نحو الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا المسيحية . وانتقل الثقل من اسطنبول العثمانية إلى العاصمة الروسية موسكو.